image
إذا كان الله عالما بمصير العباد فلماذا خلقهم؟

تقدم في أجوبة سابقة بيان الغرض من الخلق [1] وأنه راجع إلى تحقيق فرصة لنيل الثواب بالاختيار، وهذا الغرض لا يتأثر بالعلم، فمن يعلم بمصير الطلاب في المدرسة يتحقق غرضه بإنشاء المدرسة وإدخال الطلاب للدراسة فيها من دون أن يؤثر علمه بذلك على شيء فعلا.

وربما يُقال بأنه مع العلم بالمصير يكون خلق العالم على هذا النحو لغوا، فيمكن بعد العلم بالمصير من الابتداء بالمجازاة من دون حاجة إلى خلق العالم.

وهذا غير صحيح؛ فإنه بعد أن كان الغرض مبنيّا على الابتلاء والاختبار بحيث يكون الثواب مستحقا بالعمل نفسه = لم يمكن أن يقوم العلم مقام العمل، فلا تمكن مجازاة الطلاب بالنجاح والفشل من دون اختبار بمجرد العلم بنجاح بعض الطلاب وفشل آخرين على تقدير الاختبار.

فلا بد من الابتلاء لتحقيق الاستحقاق وإقامة الحجة وقطع العذر، قال -تعالى- "وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ"[2]، وقال "رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لأَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً"[3]، وقال وقال "قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ"[4].

نعم، ربما يقع السؤال عن مبرر خلق الكافر مع العلم بأن مصيره إلى العذاب، وهذا خارج عن محل الكلام، وقد تم التعرض له في سؤال آخر. [5]

 

----------

 

[1] راجع الجواب على سؤال: لماذا خلق الله الإنسان؟، والجواب على سؤال: ما هو مقتضى حكم العقل في الغاية من الخلق؟

[2] الأنفال:42.

[3] النساء:165.

[4] الأنعام:149.

[5] راجع الجواب على سؤال: ما علة خلق الكافر؟

شارك عبر الرابط شارك على الواتس اب شارك على X أنشرها على الفيسبوك شارك على تليغرام

هل لديك سؤال؟ اسألنا!

اسأل الباحث