image
ما معنى الفطرة؟ وهل هي من الأدلة الصحيحة التي يمكن البناء عليها؟

الفطرة في اللغة

قال الأزهري "وقال ابن شميل: الفَطْرُ مأخوذٌ من تَفطَّرتْ قَدَماه دما، أي: سالتا، قال: وفَطَر نابُ البعير: إذا طلع، وقال غيره: أصلُ الفَطْر الشقّ، ومنه قول اللَّه -جلّ وعزّ- "إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ"[1]، أي: انشقت، وتفطّرت قدماه، أي: انشقتَا، ومنه أُخِذ فِطْرُ الصائم؛ لأنه يفتح فاه، والفَطُور: ما يَفطر عنه‏".[2]

وقال الجوهري "الفِطْرَةُ بالكسر الخِلْقَةُ، وقد فَطَرَهُ يَفْطُرُهُ بالضم فَطْراً، أي خَلَقَه‏، والفَطْرُ أيضا: الشقُّ، يقال: فَطَرْتُهُ، فانْفَطَرَ، ومنه فَطَرَ نابُ البعير: طَلَعَ، فهو بعيرٌ فاطِرٌ، وتَفَطَّرَ الشي‏ءُ: تشقَّق‏"[3].

وقال ابن فارس "الفاء والطاء والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على فَتْح شي‏ء وإبرازِه، من ذلك الفِطْرُ من الصَّوم، يقال: أَفْطَرَ إفطاراً، ...، ومنه الفَطْر، بفتح الفاء، وهو مصدرُ فطَرْتُ الشاةَ فَطراً، إذا حلَبْتَها. ويقولون: الفَطْر يكون الحلبَ بإصبَعين، والفِطْرَة: الخِلْقة"[4].

والذي يظهر من تتبع الكلمات أن الفطر في أصلها هو الشق، وأنه يُستعمل بمعنى الخلق والإيجاد، ومرجع ذلك إلى مناسبة الخلق للشق والفتح، فكما أن بالشق يظهر ما لم يكن ظاهرا كذلك بالخلق يكون ما لم يكن.

فالفطرة هي الخلقة.

 

الفطرة في النصوص الشرعية

وقد جاءت الفطرة في النصوص الشرعية في موارد متعدّدة، وقد وقع الكلام في تحديد معناها في تلك النصوص مع الاهتمام بخصوص قوله -تعالى- في سورة الروم "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ"[5]؛ فإنه بمثابة المؤسس لهذا التعبير.

 

الوجوه الممكنة في معنى الفطرة المذكورة في النصوص

وكلمات النُّظّار في بيان معنى الفطرة لا تخلو من تشويش، فينبغي بيان المراد منها بجمع المحتملات الممكنة، وعمدة الوجوه التي يمكن بيانها في معنى الفطرة:

الوجه الأول: الفطرة عبارة عن معرفة فعلية بالله -تعالى-، ويدخل تحت هذا الوجه أكثر من تصوير:

  • التصوير الأول: المعرفة الفطرية هي العلم الحضوري بالله تعالى، والذي قد يغفل عنه الإنسان، ولكنّه يجده عند الشدائد والتوجّه إلى رب العزة -سبحانه-.
  • التصوير الثاني: المعرفة الفطرية هي معرفة ضرورية بالله -تعالى- لا تتوقف على نظر واستدلال، وهي معرفة إجمالية غير تفصيلية، وأما النظر فيما تعطيه الفطرة فهو لزيادة الإيمان، وقد يحتاجه في الإيمان من فسدت فطرتُه[6].
  • التصوير الثالث: المعرفة الفطرية هي معرفة تقع بالله -تعالى- مغايرة للمعرفة العقلية، ولا يلزم من تعريف الله الخلقَ بنفسه أن يحصل نوع من العلم الحضوري بالله[7].

الوجه الثاني: الفطرة هي العلوم البدهية التي من خلالها يُعلم بوجود الله -تعالى- وبحقانية دينه.

الوجه الثالث: الفطرة هي ميول وطبائع في النفس البشرية تقتضي ميلا نحو معرفة الله -تعالى- وعبادته واللجوء إليه وتقتضي الانسجام مع دينه.

الوجه الرابع: الفطرة هي نفس الاعتقاد بالله وحده أو نفس الإسلام والتوحيد من أهم أركان الإسلام[8].

 

تحقيق المسألة

وليتم تحقيق المسألة تنبغي ملاحظة النصوص المشتملة على هذه المفردة ليتنقّح من خلال متابعتها معنى الفطرة؛ فإن تتبّع النصوص أقرب إلى الوصول إلى المعنى من الإغراق في التحليلات وطرح الاحتمالات.

ومن خلال تتبّع النصوص المشتملة على إطلاق الفطرة يمكن تقسيم النصوص إلى مجموعات تُساهم في استيعاب معنى الفطرة:

المجموعة الأولى: الأخبار التي تفسّر الفطرة بالتوحيد

[أ] روى الكليني بسند صحيح "محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن زرارة، قال: سألت أبا عبد الله –عليه السلام- عن قول الله -عز وجل- "فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا"، قال: فطرهم جميعا على التوحيد"[9].

وروى البرقي بسند موثّق "عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، قال: سألت أبا عبد الله –عليه السلام- عن قول الله "فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا" قال: فطروا على التوحيد"[10].

[ب] وروى البرقي بسند جيد "عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر –عليه السلام- عن قول الله -عز وجل- "فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا"، قال: فطرهم على معرفة أنه ربهم، ولولا ذلك لم يعلموا إذا سألوا[11] من ربهم ولا من رازقهم"[12].‏

ورواه الصدوق بسند صحيح في التوحيد "أبي –رحمه الله-، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن ابن مسكان، عن زرارة، قال: قلت لأبي جعفر –عليه السلام-: أصلحك الله، قول الله -عز وجل- في كتابه "فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا"، قال: فطرهم على التوحيد عند الميثاق على معرفته أنه ربهم، قلت: وخاطبوه؟ قال: فطأطأ رأسه، ثم قال: لولا ذلك لم يعلموا من ربهم ولا من رازقهم‏"[13].

[ج] وروى الصدوق بسند جيد في التوحيد "أبي –رحمه الله-، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن العلاء بن فضيل، عن أبي عبد الله –عليه السلام-، قال: سألته عن قول الله -عز وجل- "فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا" قال: التوحيد"[14].

[د] وروى الكليني بسند جيد "علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن ابن أبي جميلة[15]، عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله –عليه السلام-، في قول الله -عز وجل- "فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا"، قال: فطرهم على التوحيد"[16].

[هـ] وروى الكليني بسند صحيح "علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله –عليه السلام-، قال: قلت: "فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا"، قال: التوحيد"[17].

[و] روى الكليني بسند صحيح "علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن إسماعيل الجعفي، عن أبي جعفر –عليه السلام-، قال: كانت شريعة نوح –عليه السلام- أن يعبد الله بالتوحيد والإخلاص وخلع الأنداد، وهي الفطرة التي فطر الناس عليها، وأخذ الله ميثاقه على نوح –عليه السلام- وعلى النبيين –عليهم السلام- أن يعبدوا الله -تبارك وتعالى- ولا يشركوا به شيئا، وأمر بالصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحلال والحرام، ولم يفرض عليه أحكام حدود ولا فَرَضَ مواريث، فهذه شريعته، فلبث ..."[18].

تعليق: هذا ما وقفت عليه من روايات تفسّر الفطرة بخصوص التوحيد، وينبغي الالتفات إلى أن مفاد هذه المجموعة هو أن الفطرة الوارد في آية سورة الروم هي التوحيد، ولا يعني ذلك أن الفطرة تعبير آخر عن التوحيد بحيث يكون مجرد اسم آخر للتوحيد، فتكون الآية داعية للتوحيد، بل المراد أن الله خلق الناس على حالة، هذه الحالة تُسمّى بالفطرة، وهذه الحالة هي التوحيد، وهذه الحالة ينبغي التزامها.

توضيح ذلك أن الفطر هو الشق، وهو هنا الخلق نظير قوله -تعالى- "فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلْ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ"[19]، ولا يخفى أن مقتضى تعدّي "الخلق" و"الفطر" بـ"على" هو أن يكون مدخول "على" حالةً للشيء المخلوق والمفطور، فيُقال "خلق الله الأرض على هذه الهيئة" أي خلقها متصفة بهذه الصفة.

ومن هنا يتضح أن معنى كون الفطرة هي التوحيد هو أن الله -تعالى- خلق الناس على حالٍ وصفةٍ، هذه الحال والصفة هي التوحيد، وتُسمى هذه الحال بالفطرة لكونها صفة حاصلة بالفطر والخلق.

 

المجموعة الثانية: الأخبار التي تربط بين الفطرة وبين ما حصل في مرحلة الذر

[أ] تقدم في صحيح ابن المغيرة عن ابن مسكان عن زرارة المتقدم قوله –عليه السلام- "فطرهم على التوحيد عند الميثاق على معرفته أنه ربهم، قلت: وخاطبوه؟ قال: فطأطأ رأسه، ثم قال: لولا ذلك لم يعلموا من ربهم ولا من رازقهم".

[ب] ويمكن أن يُستدل على ذلك أيضا بما رواه الكليني بسند صحيح "علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر –عليه السلام-، قال: سألته عن قول الله -عز وجل- "حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ"[20]، قال: الحنيفية من الفطرة التي فطر الله الناس عليها لا تبديل لخلق الله، قال: فطرهم على المعرفة به.

قال زرارة: وسألته عن قول الله -عز وجل- "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى"[21] الآية، قال: أخرج من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة، فخرجوا كالذر، فعرَّفَهم وأراهم نفسه، ولولا ذلك لم يعرف أحد ربه.

وقال: قال رسول الله –صلى الله عليه وآله-: كل مولود يولد على الفطرة، يعني المعرفة بأن الله -عز وجل- خالقه، كذلك قوله "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ‏"[22]"[23].

فإن الخبر لا يخلو من دلالة على الربط بين المعرفة التي هي الفطرة وبين تعريف الله -تعالى- نفسه في عالم الذر.

[ج] وفي الخبر الآتي إن شاء الله في المجموعة الثالثة دلالة على ذلك أيضا.

تعليق: هذه المجموعة تبيّن وقت الخلق على الفطرة؛ فإنها تُبيّن أن ذلك في الذر عند أخذ الميثاق.

 

المجموعة الثالثة: الأخبار التي تُفسّر الفطرة بالإسلام

روى الكليني بسند صحيح "علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله –عليه السلام-، قال: سألته عن قول الله -عز وجل- "فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا"، ما تلك الفطرة؟ قال: هي الإسلام، فطرهم الله حين أخذ ميثاقهم على التوحيد، قال "أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ"، وفيه المؤمن والكافر"[24].

تعليق: يُستفاد من هذا الخبر -مضافا إلى دلالته على أن الفطرة تقررت في عالم الذر والميثاق، وأن فطر الناس على التوحيد كان في ذلك- أن الفطرة ليست مجرد التوحيد، بل هي الإسلام أيضا.

وهل المراد بالإسلام التسليم لله -تعالى-؟ أم أن المراد هو دين الله الذي يتعلق التسليم به بحيث يكون المراد به ما شرّعه الله لعباده في كل زمان لا خصوص شريعة النبي محمد –صلى الله عليه وآله-، فشريعة نوح إسلام، وشريعة إبراهيم إسلام، وشريعة موسى إسلام، وهكذا؟

يمكن ترجيح الثاني من خلال وجوه:

الوجه الأول: صحيح زرارة المتقدّم في المجموعة الثانية عن الباقر –عليه السلام- "الحنيفية من الفطرة التي فطر الله الناس عليها"، حيث دلّت على أن الحنيفية التي هي شريعة إبراهيم –عليه السلام- من الفطرة.

الوجه الثاني: ما سيأتي في المجموعة الخامسة إن شاء الله من مقابلة الفطرة بالتهوّد والتنصّر والتمجّس المناسب لإرادة الإسلام بالمعنى الثاني.

الوجه الثالث: أن المناسب للجمع بين هذه المجموعة والمجموعة الأولى هو أن يكون المراد بالإسلام معنى يشتمل على التوحيد لا أن يكون شيئا مقابلا للتوحيد، وهذا يقتضي أن يُراد بالإسلام دين الله الذي يُسلَّم به، فيكون شاملا للتوحيد.

وكيف كان فيتضح من هذه المجموعة أن الفطرة ليست خصوص التوحيد كما قد يُتوهّم من المجموعة الأولى.

 

المجموعة الرابعة: الأخبار التي تُدخِل النبوة والولاية في الفطرة

[أ] فيما يُسمّى بتفسير القمي بسند ضعيف "حدثنا الحسين بن علي بن زكريا[25]، قال: حدثنا الهيثم بن عبد الله الرماني[26]، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا –عليه السلام-، عن أبيه، عن جده محمد بن علي بن الحسين –عليه السلام-، في قوله "فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا"، قال: هو لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين ولي الله، إلى هاهنا التوحيد"[27].

[ب] وروى الصفار بسند ضعيف "حدثنا أحمد بن موسى، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله –عليه السلام-، في قوله -عز وجل- "فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا"، قال: فقال: على التوحيد ومحمد رسول الله –صلى الله عليه وآله- وعلي أمير المؤمنين"[28].

[ج] وروى ابن الجحام بسند فيه ضعف "حدثنا أحمد بن الحسين المالكي، عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن سعيد، عن جعفر بن بشير، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر –عليه السلام-، قال: سألته عن قول الله -عز وجل- "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا"، قال: هي الولاية"[29].

وارتباط الخبر الأخير بتفسير الفطرة بعد ملاحظة عدم ذكر الفطرة في إخراج الكليني وصاحب تفسير القمي لهذا الخبر = غير واضح، فيمكن أن يكون تفسيرا لإقامة الوجه للدين، فيكون المعنى أن إقامة الوجه للدين تتحقق باتباع أهل البيت -عليهم السلام-.

تعليق: لا يوجد في هذه المجموعة ما يصح سندا، فلا يثبت كون الولاية داخلة في الفطرة إلا من خلال ترجيح كون المراد بالإسلام في المجموعة الثالثة هو متعلق التسليم دين الله -تعالى-؛ إذ عليه تكون النبوة والولاية داخلتين في الفطرة، فإنهما كالتوحيد من دين الله الذي يجب التسليم به.

 

المجموعة الخامسة: الأخبار المشتملة على التعبير بالولادة على الفطرة

[أ] روى الصدوق في العلل بسند فيه ضعف يسير[30] "أبي –رحمه الله-، قال: حدثنا محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن سهل بن زياد، عن علي بن الحكم، عن فضيل بن عثمان الأعور، قال سمعت أبا عبد الله –عليه السلام- يقول: ما من مولود ولد إلا على الفطرة، فأبواه يهوّدانه وينصّرانه ويمجّسانه، وإنما أعطى رسول الله –صلى الله عليه وآله- الذمة وقَبِلَ الجزية عن رؤوس أولئك بأعيانهم على أن لا يهوّدوا ولا ينصّروا ولا يمجّسوا، فأما الأولاد وأهل الذمة اليوم فلا ذمة لهم"[31].

[ب] وتقدم في صحيح زرارة المتقدم في المجموعة الثانية "قال رسول الله –صلى الله عليه وآله-: كل مولود يولد على الفطرة، يعني المعرفة بأن الله -عز وجل- خالقه".

تعليق: يُستفاد من هذه الأخبار أن الفطرة التي فطر الله الناس عليها في الميثاق يولد الإنسان عليها، فهي ليست مجرد معرفة في الميثاق، بل هي متحققة حين الولادة وباقية بعد ذلك.

 

المجموعة السادسة: الأخبار التي تفصل بين الفطرة والهداية

[أ] روى الكليني بسند صحيح "محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن حسين بن نعيم الصحاف، قال: قلت لأبي عبد الله –عليه السلام-: لِمَ يكون الرجل عند الله مؤمنا قد ثبت له الإيمان عنده ثم ينقله الله بعد من الإيمان إلى الكفر؟ قال فقال: إن الله -عز وجل- هو العدل، إنما دعا العباد إلى الإيمان به لا إلى الكفر، ولا يدعو أحدا إلى الكفر به، فمن آمن بالله ثم ثبت له الإيمان عند الله لم ينقله الله -عز وجل- بعد ذلك من الإيمان إلى الكفر.

قلت له: فيكون الرجل كافرا قد ثبت له الكفر عند الله ثم ينقله بعد ذلك من الكفر إلى الإيمان، قال: فقال: إن الله -عز وجل- خلق الناس كلَّهم على الفطرة التي فطرهم عليها لا يعرفون إيمانا بشريعة ولا كفرا بجحود، ثم بعث الله الرسل تدعو العباد إلى الإيمان به، فمنهم من هدى الله، ومنهم من لم يهده الله‏"[32].

[ب] وروى بسند معتبر "علي بن إبراهيم، عن أبيه؛ وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن إبراهيم بن أبي زياد الكرخي، قال: سمعت أبا عبد الله –عليه السلام- يقول: إن إبراهيم –عليه السلام- كان مولده بكوثى ربا، وكان أبوه من أهلها، وكانت أم إبراهيم وأم لوط سارة وورقة أختين، وهما ابنتان للاحج، وكان اللاحج نبيا منذرا، ولم يكن رسولا، وكان إبراهيم –عليه السلام- في شبيبته على الفطرة التي فطر الله -عز وجل- الخلق عليها حتى هداه الله -تبارك وتعالى- إلى دينه واجتباه، وإنه تزوج سارة ..."[33].

[ج] وروى العياشي مرسلا "عن مسعدة، عن أبي عبد الله –عليه السلام- في قول الله "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ"[34]، فقال: كان ذلك قبل نوح، قيل: فعلى هدى كانوا؟ قال: بل كانوا ضلالا، وذلك أنه لما انقرض آدم وصلح ذريته بقي شيث وصيُّهُ لا يقدر على إظهار دين الله الذي كان عليه آدمُ وصالحُ ذريِّته؛ وذلك أن قابيل تواعده بالقتل كما قتل أخاه هابيل، فسار فيهم بالتقية والكتمان، فازدادوا كل يوم ضلالا حتى لم يبق على الأرض معهم إلا من هو سلف ولحق الوصي بجزيرة في البحر يعبد الله، فبدا لله -تبارك وتعالى- أن يبعث الرسل -ولو سئل هؤلاء الجهال لقالوا: قد فُرِغَ من الأمر، وكَذَبوا إنما [هي‏] شيء يحكم به الله في كل عام، ثم قرأ "فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ"[35]، فيحكم الله -تبارك وتعالى- ما يكون في تلك السنة من شدّة أو رخاء أو مطر أو غير ذلك.

قلت: أَفَضُلّالا كانوا قبل النبيين أم على هدى؟ قال: لم يكونوا على هدى، كانوا على فطرة الله التي فطرهم عليها، لا تبديل لخلق الله، ولم يكونوا ليهتدوا حتى يهديهم الله، أما تسمع؟! يقول إبراهيم "لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ"[36] أي ناسيا للميثاق‏"[37].

تعليق: يُستفاد من هذه الأخبار أن مرتبة الهداية مغايرة لمرتبة الفطرة، وأن المولود على الفطرة كما أنه ليس مهتديا كذلك هو غير كافر، وأن الهداية والكفر يثبتان بعد بعث الأنبياء، وأن الضلال لا ينافي الكون على الفطرة.

وبهذه المجموعة يُعلم أنّه لا يمكن أن يكون المراد بكون الفطرة هي الإسلام الشامل للتوحيد هو الإسلام الفعلي، بل لا بد من أن يكون المراد شيئا لا ينافي الاتصاف بالضلال وفقدان الهداية.

 

المجموعة السابعة: الأخبار المشتملة على وصف المُكلّف بكونه على الفطرة وبنفي كونه على ذلك:

[أ] فمن ذلك ما جاء لبيان مطلوبية الكون على الفطرة والمدح على ذلك، روى الكليني بسند صحيح "علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله –عليه السلام-: اللهم لك الحمد، أحمدك وأستعينك، وأنت ربي وأنا عبدك، أصبحت على عهدك ووعدك، وأؤمن بوعدك، وأوفي بعهدك ما استطعت، ولا حول ولا قوة إلا بالله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أصبحت على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وملة إبراهيم ودين محمد، على ذلك أحيا وأموت إن شاء الله‏ ..."[38].

وروى بسند صحيح "علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن العبد الصالح –عليه السلام-، قال: ادع بهذا الدعاء في شهر رمضان مستقبل دخول السنة ...، توفّني على ملة إبراهيم وفطرته وعلى دين محمد وسنته، وعلى خير وفاة، فتوفني مواليا لأوليائك، معاديا لأعدائك ..."[39].

وروى الشيخ في التهذيب بسند فيه جهالة حال بسنده إلى "علي بن الحسن بن فضال، عن جعفر بن محمد بن حكيم، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن الحارث بن المغيرة النصري، قال: دخلت على أبي جعفر –عليه السلام-، فجلست عنده، فإذا نجية قد استأذن عليه، فأذن له، فدخل، فجثا على ركبتيه، ثم قال: جعلت فداك، إني أريد أن أسألك عن مسألة، والله ما أريد بها إلا فكاك رقبتي من النار، فكأنه رقّ له، فاستوى جالسا، فقال له: يا نجية، سلني، فلا تسألني اليوم عن شيء إلا أخبرتك به، قال: جعلت فداك، ما تقول في فلان وفلان؟ قال: يا نجية، إن لنا الخمس في كتاب الله، ولنا الأنفال، ولنا صفو الأموال، وهما والله أول من ظلمنا حقنا في كتاب الله، وأول من حمل الناس على رقابنا، ودماؤنا في أعناقهما إلى يوم القيامة بظلمنا أهل البيت، وإن الناس ليتقلّبون في حرام إلى يوم القيامة بظلمنا أهل البيت، فقال نجية: إنا لله وإنا إليه راجعون -ثلاث مرات-، هلكنا ورب الكعبة، قال: فرفع فخذه عن الوسادة، فاستقبل القبلة، فدعا بدعاء لم أفهم منه شيئا، إلا أنا سمعناه في آخر دعائه وهو يقول: اللهم إنا قد أحللنا ذلك لشيعتنا، قال: ثم أقبل إلينا بوجهه وقال: يا نجية، ما على فطرة إبراهيم –عليه السلام- غيرنا وغير شيعتنا"[40].

[ب] ومن ذلك ما دل على إثبات الولادة على الفطرة لخصوص المسلمين، روى الكليني بسند صحيح عن محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري، عن "ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن سعيد بن المسيب، قال: سألت علي بن الحسين –عليه السلام-: ابن كم كان علي بن أبي طالب –عليه السلام- يوم أسلم؟ فقال: أَوَكان كافرا قط؟ ... قال: علي بن الحسين –عليه السلام-: ولم يولد لرسول الله –صلى الله عليه وآله- من خديجة –عليها السلام- على فطرة الإسلام إلا فاطمة –عليها السلام-‏ ..."[41].

وروى بسند صحيح "علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: سألت أبا الحسن –عليه السلام- عن رجل طلّق امرأته بعد ما غشيها بشهادة عدلين، فقال: ...، فقلت: فإن أشهد رجلين ناصبيين على الطلاق؟ أيكون طلاقا؟ فقال: من ولد على الفطرة أجيزت شهادته على الطلاق بعد أن تعرف منه خيرا"[42].

وروى الشيخ بسند ضعيف بسنده إلى أحمد بن محمد بن عيسى، "عن السياري، عن عبد الله بن المغيرة، قال: قلت للرضا -عليه السلام-: رجل طلق امرأته وأشهد شاهدين ناصبيين؟ قال: كل من ولد على الفطرة وعرف بصلاح في نفسه جازت شهادته"[43].

وروى الشيخ بسند فيه إرسال بسنده إلى الحسين بن سعيد، "عن عثمان بن عيسى، رفعه، قال: كتب عامل أمير المؤمنين –عليه السلام- إليه: إني أصبت قوما من المسلمين زنادقة، وقوما من النصارى زنادقة، فكتب إليه: أما من كان من المسلمين وُلِدَ على الفطرة ثم تزندق فاضرب عنقه، ولا تَسْتَتِبْه، ومن لم يولد منهم على الفطرة فاستَتِبْهُ، فإن تاب وإلا فاضرب عنقه، وأما النصارى فما هم عليه أعظم من الزندقة"[44].

[ج] ومن ذلك ما دل على بعث المكلفين على الفطرة وعلى نفي ذلك، روى الكليني بسند صحيح "محمد، عن أحمد بن محمد، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة ومحمد بن مسلم، قالا: قال أبو جعفر –عليه السلام-: كان أمير المؤمنين -صلوات الله عليه- يقول: من قرأ خلف إمام يأتم به فمات = بُعِثَ على غير الفطرة"[45].

تعليق: الظاهر من هذه المجموعة أن الفطرة هي دين الإسلام الفعلي، ولذلك كان هناك من يولد على الفطرة، وكان هناك من يرتد عن فطرة، وهكذا.

ولا دليل على ارتباط هذا المعنى للفطرة بآية سورة الروم، بل ينبغي أن يكون المعنى مغايرا؛ لأن الفطرة في الآية لا تتبدّل، وأما الفطرة بالمعنى الموجود في هذه المجموعة فهي قابلة للانتفاء عند الولادة، وقابلة للزوال بعد ثبوتها، ومن هنا كان الحكم بالمغايرة بينهما لازما.

والظاهر أن الوجه في إطلاق الفطرة على الإسلام في هذه الأخبار هو أن الإسلام لمّا كان موافقا للفطرة كما تقدّم أُطلِقت الفطرة على الإسلام.

 

التعليق العام على الأخبار: يتحصّل من مجموع الأخبار أن للفطرة إطلاقين:

الإطلاق الأول: الفطرة الثابتة عند الخلق التي لا تبديل لها، وهي المُشار إليها بالمجموعات من الأولى إلى السادسة؛ فإنها جميعا ناظرة إلى معنى واحد كما يظهر بملاحظة توافق التعابير وملاحظة الارتباط بآيات معيّنة.

فالفطرة صفةٌ في خلق الإنسان، وهذه الصفة هي الإسلام بمعنى ما يتم التسليم به، وهي بهذا المعنى مشتملة على الولاية والنبوة، وهي ثابتة من حين الولادة، ولكنّها ليست إسلاما فعليا، بل ينبغي أن تكون بمعنى لا يُنافي فقدان الاهتداء بالدين الحق.

وبعد ملاحظة هذه الأمور وملاحظة ما في الإنسان من خصائص ثابتة من الولادة لا تتغيّر -إذ لا تبديل لخلق الله -تعالى-- = يُعلم أن الفطرة هي البدهيات العقلية والعلوم الضرورية والميول الطبعية في الإنسان؛ فإن التدقيق في هذه البدهيات وهذه الضروريات وهذه الميول يُعطي أنها موصلة لمعارف الإسلام من جهة ومتناسبة مع تشريعاته من جهة أخرى، فالإسلام الفعلي متطابق مع هاتين الجهتين الثابتتين اللتين لا تبديل لهما، فينبغي أن يكونا فطرة الله التي فطر الناس عليها والتي لا تبديل لها.

فإن قيل: إن هذا خلاف ما يُستظهر من النصوص من أن الفطرة هي التوحيد أو هي الإسلام؛ فإن هذا ظاهر في التوحيد والإسلام الفعليين.

قلت: غاية ما تدل عليه الأخبار هو أن ما أخذ في الميثاق هو التوحيد والإسلام الفعليين، وهذا غير منكر، وأما ما يكون عند الولادة ولا يتبدل حيث لا تبديل لخلق الله فمن خلال ملاحظة المجموعة السادسة المفرّقة بين الاهتداء والكون على الفطرة وملاحظة وجداننا من عدم ثبوت معرفة ضرورية بالإسلام -بل حتى التوحيد- وعدم ثبوت التزام فعلي به = نجد أنه لا مناص من حمل الأخبار على إرادة القابلية الشديدة لمعرفة الإسلام الحق والانسجام معه بحيث يلتفت الإنسان إلى الحق بأنى توجّه والتفات معتمدا في ذلك على الاستدلالات الخفية البسيطة الموصلة إلى الحق، وغاية الأمر أنه عُبّر عن هذه القابلية بما يدل على الفعلية لشدة هذه القابلية ورسوخها.

الإطلاق الثاني: الفطرة العارضة القابلة للزوال، وهي الملحوظة بالمجموعة السابعة.

وهذه الفطرة هي نفس الدين الحق الذي يجب اتباعه على البشر، والوجه في تسميته بالفطرة هو مطابقته للفطرة بالإطلاق الأول.

 

الخلاصة والرجوع إلى أصل السؤال

بعد أن تبيّن هذا يتضح أن الصحيح في بيان معنى الفطرة التي قد تطرح في عرض الأدلة العقلية والنقلية هو الجمع بين الوجهين الثاني والثالث واستبعاد الوجه الأول والوجه الرابع.

ويمكن استبعاد الوجهين الأول والرابع ببيان مستقل أيضا.

أما الأول فلأنه مخالف لما نجده من أنفسنا؛ إذ لا نجد علما حضوريا بالله ولا علما ضروريا به ولا علما خاصا لا نعقل معناه، نعم، نجد حالات إيمانية خاصة ومميّزة، ولكن في كون هذه من سنخ المعرفة خفاء، على أننا لا نعقل معنى للعلم الحضوري بالله؛ فكيف يُتصوّر حضور الله في النفس، ولا نعقل معنى للمعرفة المباشرة بذات الله؛ فإنها تساوق الإحاطة، والله يقول "وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً"[46] كما بُيّن في موضع آخر.

وأما الرابع فلأن فيه إلغاء لخصوصية الخلق على كيفية معيّنة، وهي خصوصية حاضرة في النصوص لا يمكن استبعادها.

وبهذا يتبيّن أن الفطرة ليست دليلا مستقلا في عرض الدليلين العقلي والنقلي، وإنما هي أصل لكل منهما، وبها تستقر النفس على الدين، نسأل الله الكون على الفطرة والبعث عليها، ولا توفيق إلا بالله.


-------------------------------------

 

[1] الانفطار:1.

[2] محمد بن أحمد الأزهري، تهذيب اللغة، مادة "فطر".

[3] إسماعيل بن حماد الجوهري، الصحاح، مادة "فطر".

[4] أحمد بن زكريا بن فارس، معجم مقاييس اللغة، مادة "فطر".

[5] الروم:30.

[6] لاحظ: سعود بن عبد العزيز العريفي، الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد، ص197-198.

[7] لاحظ: محمد باقر علم الهدى، معرفة الله، ص241-242 وص313-315 وص323-347.

[8] لاحظ: محمد جواد الخراساني، هداية الأمة إلى معارف الأئمة، ص30-48.

[9] محمد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج3 ص34 ح1468.

ورواه الصدوق في التوحيد باب53 ح6 "أبي –رحمه الله-، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن زرارة، ...".

[10] أحمد بن محمد بن خالد البرقي، المحاسن، كتاب مصابيح الظلم ب24 ح222.

[11] كذا، ولعل الصحيح "سُئِلوا".

[12] أحمد بن محمد بن خالد البرقي، المحاسن، كتاب مصابيح الظلم، باب24 ح224.

[13] محمد بن علي ابن بابويه القمي، التوحيد، باب53 ح8.

[14] محمد بن علي ابن بابويه القمي، التوحيد، باب53 ح1.

[15] كذا، والصحيح "عن أبي جميلة".

[16] محمد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج3 ص35 ح1470.

ورواه الصدوق في التوحيد ب53 ح5 "أبي -رحمه الله-، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله -عليه السلام-، ...".

[17] محمد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج3 ص34 ح1466.

ورواه الصدوق في التوحيد ب53 ح2 "علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، ...".

ولاحظ ما رواه الشيخ في الأمالي مجلس35 ح11؛ فقد روى نفس الخبر بنفس السند مع استبدال هشام بن سالم بزرارة بن أعين.

[18] محمد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج15 ص642 ح15239.

ورواه العياشي في سورة هود ح18 مرسلا عن إسماعيل بن جابر الجعفي.

[19] الإسراء:51.

[20] الحج:31.

[21] الأعراف:172.

[22] لقمان:25.

[23] محمد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج3 ص35 ح1469.

ورواه الصدوق التوحيد باب53 ح9 "أبي -رحمه الله-، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد جميعا، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن زرارة، ..."، وروى العياشي في سورة الأعراف ح111 المقطع الثاني من الخبر مرسلا من زرارة.

[24] محمد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج3 ص34 ح1467.

ورواه الصدوق في التوحيد ب53 ح3 "حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل -رحمه الله-، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان، ...".

[25] قال ابن الغضائري "الحسين بن علي بن زكريا بن صالح بن زفر العدوي، أبو سعيد، البصري، ضعيف جدا، كذاب".

أقول: لا يمكن أن يكون الراوي عن الحسين هذا هو علي بن إبراهيم؛ لعدم تناسب الطبقة، والظاهر أن الراوي عنه علي بن حاتم القزويني؛ فقد قامت القرائن على أن الجامع للتفسير المُسمى بتفسير القمي في زماننا هو علي بن حاتم القزويني، وقد روى علي بن حاتم عن الحسين هذا، روى الصدوق في العلل ج2 ب358 ح1 "أخبرني علي بن حاتم، قال: حدثنا الحسين بن علي بن زكريا، قال: حدثنا محمد بن صدقة، ..."، ولم أقف على من روى عن الحسين هذا غير علي بن حاتم، فينبغي أن يكون هذا من الشواهد على أن الكتاب لعلي بن حاتم.‏

[26] ليس له توثيق خاص.

[27] تفسير القمي، ج2 ص154.

[28] محمد بن الحسن الصفار، بصائر الدرجات، ج2 ب10 ح7.

وجاء نفس النص في تفسير فرات ح436 "فرات، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا عن أبي عبد الله -عليه السلام-، ..."؛ ورواه الصدوق في التوحيد ب53 ح7 "حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد –رحمه الله-، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن حسان الواسطي، عن الحسن بن يونس، عن عبد الرحمن بن كثير مولى أبي جعفر، عن أبي عبد الله –عليه السلام-، ..."؛ وجاء النص في كتاب اليقين للسيد ابن طاووس ص188 نقلا عن نسخة للقاضي أبي الحسن علي بن محمد القزويني بهذا السند "هارون بن موسى أبو محمد، قال: حدثنا محمد بن سهل، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير مولى أبي جعفر، عن أبي عبد الله -عليه السلام-، ...".

[29] شرف الدين الإسترآبادي، تأويل الآيات الظاهرة، ص427.

ورواه الكليني في الكافي ج2 382 ح1122 "علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، ..."؛ وجاء الخبر فيما يُسمّى بتفسير القمي ج2 ص154 "أخبرنا الحسين بن محمد، عن المعلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن جعفر بن بشير، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، ...".‏

أقول: وليس في الخبرين ذكر الآية كاملة، بل المذكور هو "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً" فقط.

[30] يصحح الخبر برواية الصدوق في من لا يحضره الفقيه.

[31] محمد بن علي ابن بابويه القمي، علل الشرائع، باب104 ح2.

ورواه في من لا يحضره الفقيه ج2 ص49 ح1668 "وروى فضيل بن عثمان الأعور، عن أبي عبد الله -عليه السلام-، أنه قال‏: ...".

أقول: قال الصدوق في المشيخة "وما كان فيه عن الفضيل بن عثمان الأعور فقد رويته عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد -رضي الله عنه-، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن صفوان بن يحيى، عن فضيل بن عثمان الأعور المرادي الكوفي‏"، وهذا طريق صحيح.

[32] محمد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج4 ص200 ح2924.

ورواه الصدوق في العلل ج1 ب99 ح5 "أبي –رحمه الله-، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن غير واحد، عن الحسين بن نعيم الصحاف، ...".‏

[33] محمد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج15 ص814 ح15367.

ورواه الصدوق في النبوة كما نقل الراوندي في قصص الأنبياء ج1 ص106، وسند الصدوق "حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن إبراهيم بن أبي رباب [كذا] الكرخي، عن أبي عبد الله -عليه السلام-".‏

[34] البقرة:213.

[35] الدخان:4.

[36] الأنعام:71.

[37] محمد بن مسعود العياشي، تفسير القرآن، سورة البقرة ح309.

[38] محمد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج4 ص435 ح3299.

[39] محمد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج7 ص394 ح6284.

[40] محمد بن الحسن الطوسي، تهذيب الأحكام، ج4 ص145.

[41] محمد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج15 ص750 ح15351.

[42] محمد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج11 ص498 ح10685.

ورواه الشيخ في التهذيب ج8 ص49 بسنده إلى الكليني، ورواه الحميري في قرب الإسناد ح1309 عن أحمد بن محمد بن عيسى عن البزنطي.

[43] محمد بن الحسن الطوسي، تهذيب الأحكام، ج6 ص284.

ورواه الصدوق في من لا يحضره الفقيه ج3 ص46 ح3298 "وروى عبد الله بن المغيرة، ...".

ورواه الشيخ في التهذيب ج6 ص283 بسنده إلى أحمد بن محمد بن عيسى، "عن سلمة، عن الحسن بن يوسف، عن عبد الله بن المغيرة، عن أبي الحسن الرضا -عليه السلام-، قال: من ولد على الفطرة وعرف بالصلاح في نفسه جازت شهادته"، ورواه الصدوق في من لا يحضره الفقيه ج3 ص48 ح3302 "وروى عبد الله بن المغيرة، ...".

[44] محمد بن الحسن الطوسي، تهذيب الأحكام، ج10 ص139.

ورواه الصدوق مرسلا جزميا من دون ذكر عثمان بن عيسى في من لا يحضره الفقيه ج3 ص152 ح3552.

أقول: وفي نقل الصدوق "وكتب غلام لأمير المؤمنين -عليه السلام-" بدلا من "وكتب عامل أمير المؤمنين –عليه السلام-"، وفيه "وُلِد على الفطرة ثم ارتد" بدلا من "وُلِد على الفطرة ثم تزندق".

[45] محمد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج6 ص335 ح5270.

ورواه البرقي في المحاسن كتاب عقاب الأعمال، ب2 ح3  "عن أبي محمد، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة ومحمد بن مسلم، ..."، والظاهر أن اسم أبي محمد هو الخليل بن يزيد كما جاء في بعض الأسانيد، ورواه ابن إدريس الحلي فيما استطرفه من كتاب حريز في السرائر ج3 ص588 عن زرارة ومحمد بن مسلم، ورواه الصدوق في من لا يحضره الفقيه ج1 ص390 ح1156 "وروى زرارة ومحمد بن مسلم‏، ..."، ورواه في ثواب الأعمال ص230 "حدثني محمد بن الحسن، قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة ومحمد بن مسلم، ..."، ورواه الشيخ في التهذيب ج3 ص269 بسنده إلى أحمد بن محمد بن عيسى، "عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة ومحمد بن مسلم‏، ...".‏

[46] طه:110.

شارك عبر الرابط شارك على الواتس اب شارك على X أنشرها على الفيسبوك شارك على تليغرام

هل لديك سؤال؟ اسألنا!

اسأل الباحث