بسم الله الرحمن الرحيم
نظرية التطور من النظريات التي أثارت اعتراضات عديدة وجدلا واسعا بين الناس خصوصا في القرن التاسع عشر الميلادي وتحديدا عندما نشر تشارلز داروين نظريته حول التطور، وسبب إثارة النظرية هذا الجدل يرجع إلى مصادمتها للتصوّرات السائدة حول كيفية نشوء الكائنات الحية في ذاك الزمان؛ ففي عام 1858، نشر تشارلز داروين وألفرد راسل والاس نظرية جديدة للتطور تم شرح تفاصيلها في كتاب داروين أصل الأنواع، حيث اقترح داروين سلفا مشتركا وفروعا لشجرة الحياة بناء على فكرة الانتخاب الطبيعي.
والانتخاب الطبيعي هي عملية يزداد أو يقلّ فيها شيوع الصفات الوراثية بين أفراد النوع الواحد جرّاء القدرة على التكاثر ونقل هذه الصفات عبر الأجيال القادمة؛ ولكي نفهم هذه العملية بشكل أكثر تفصيلا مع ملاحظة التطورات الحديثة لها نوضّحها عبر النقاط التالية:
النقطة الأولى: لكل من أفراد النوع الواحد سمات وخصائص مختلفة عن الفرد الآخر بشكل طفيف، فقد يكون بعض الأفراد أكبر من الآخر أو أقوى من الآخر أو أسمن من الآخر...وهكذا
النقطة الثانية: الذي يحدد هذه السمات هو الحمض النووي؛ والحمض النووي هو عبارة عن جزيئات على شكل سلّم لولبي مزدوج مكوّن من شريطين يتواجد في نواة الخلايا الحية مشكّلا الكروموسومات التي بدورها تحدّد الصفات الجسمية والخَلقية للكائنات الحية.
النقطة الثالثة: يتم توريث السمات والخصائص من الوالدين للأبناء عن طريق الحمض النووي، حيث يقدّم كل من الوالدين 50% من الحمض النووي الخاص به، فتمتلك الأفراد الجديدة خليطا عشوائيا من الحمض النووي، ومن ثَمّ سمات وخصائص الوالدين مما يزيد من التنوّع والاختلاف بين أفراد النوع الواحد.
النقطة الرابعة: أحد عوامل تغيّر صفات الكائن الحي هو الطفرات العشوائية؛ والطفرات العشوائية عبارة عن تغيّر جزء من الحمض النووي بسبب حدوث خطأ في عملية نسخ الحمض النووي، وغالبا ما يكون هذا التغيّر سلبيا غير نافع، وقد يؤدي لبعض الأمراض كالسرطان، لكن في بعض الأحيان تكون له تأثيرات حيادية أو إيجابية، مثل تغيّر لون عين البشر إلى الأزرق.
النقطة الخامسة: كل فرد من هذه الأفراد له صفات وخصائص إما تمكّنه من البقاء والاستمرار في بيئته أو لا، فالفرد صاحب الصفات غير المناسبة سيتم إزالته من البيئة، والفرد صاحب الصفات المناسبة سيتم اصطفاؤه في البيئة ليبقى، ومن ثَمّ سيمرر سماته وخصائصه المحسّنة لأبنائه، وعوامل الاصطفاء تتضمن: المفترسات والسموم والتغيّرات في الموطن والمناخ.
والمثال التقليدي لإيضاح التطوّر عبر الانتخاب الطبيعي:
العثة (حشرة قريبة الشكل من الفراشة) التي كانت تتواجد بلون أبيض منقط بالأسود، وهو لون يتماثل مع لون الأشجار في منطقة تواجدها، ممّا يجعل الطيور غير قادرة على ابتلاعها؛ لأن لونها يشابه لون الأشجار، وبعد الثورة الصناعية في مانشستر ظهر لون جديد من العثة وهو اللون الأسود، وقد تزامن ظهور هذا اللون الجديد مع تغيّر لون الأشجار بسبب التلوّث إلى اللون الأسود، مما جعل الطيور غير قادرة على ابتلاع العثة ذات اللون الجديد؛ لأن لونها يشبه لون الأشجار، وبحلول عام 1895 صارت ٩٥٪ من العثة سوداء اللون، وذلك لأن العثة ذات اللون الأبيض المنقط بالأسود مما تراه الطيور فتأكلها، الأمر الذي أدى إلى تناقص أعدادها، بينما تزايد العث الأسود؛ لأن الطيور لا تستطيع التهامها.[1]
إذاً الكائنات التي تحمل الجينات المتحكّمة بالصفات الأكثر ملائمة للبيئة = تتكاثر، بينما الكائنات التي تحمل جينات لا تتلاءم مع البيئة = تتضاءل حتى تنقرض؛ وفي بدايات القرن العشرين زاوج عدد من العلماء بين عدة علوم منها الأحياء والرياضيات والإحصاء والوراثة لإعادة صياغة نظرية التطوّر بما يتماشى مع الاكتشافات الحديثة.
وحديثنا حول نظرية التطور سيكون في عدة محاور:
المحور الأول: القيمة العلمية لنظرية تطوّر الأنواع
وقبل الدخول في هذا المحور، تنبغي الإشارة إلى أن التطوّر يُطلق على نوعين من التطوّر، النوع الأول هو ما يُعرف بالتطوّر الدقيق، وهو عبارة عن تغيّر في صفات الكائن الحي ليكون أكثر ملائمة مع البيئة التي يتواجد فيها لكن مع بقائه في نفس النوع[2]، والنوع الثاني هو ما يُعرف بتطوّر الأنواع، وهو عبارة عن ظهور أنواع جديدة من الكائنات الحية نتيجة تراكم الاختلافات بين أفراد النوع الواحد بسبب اختلاف البيئات وخلال فترات زمنية طويلة، ونتيجة لذلك يكون هناك سلف مشترك للأنواع المختلفة[3].
ومن الواضح أن القيمة العلمية لنظرية التطوّر الدقيق تختلف عن القيمة العلمية لنظرية تطوّر الأنواع، فإن الأدلة على التطوّر الدقيق -التغيّر في صفات الكائن ليناسب بيئته- يمكن أن تكون مرصودة– كمثال العثّة ومقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية وغيرها-، على أنه يوجد كلام في كون هذه الظاهرة -أعني ظاهرة تغيّر صفات الكائن الحي في النوع الواحد- ناشئا من طفرات عشوائية أو ناشئا من جينات موجودة سابقا أصلا؟![4].
بينما الأدلة العلمية لنظرية تطوّر الأنواع لا تخلو من خفاء، فنظرا إلى أن أثر هذا النوع من التطوّر لا يظهر إلا بعد ملايين السنين اختلفت آلية إثباتها عن آلية إثبات التطوّر الدقيق، وهذه الآلية تواجه عدة مشاكل مما قد يفتح المجال للتشكيك في وقوع هذا النوع من التطوّر.
وقبل تقدّم العلوم الحديثة -كعلم الأجنة والوراثة والأحافير- حاول دارون إثبات تطوّر الأنواع عن طريق الاستناد إلى الملاحظات المرئية للتشابهات الشكلية، أما اليوم فهناك إثباتات جديدة تقوم على أساس الاكتشافات الجديدة للعلوم الحديثة -كعلم التشريح والوراثة والأجنة والآثار وغيرها-، ومن الأمثلة على ذلك:
1- في علم الوراثة، تم اكتشاف أن كل خلية حية تستخدم نفس الحمض النووي كمادة وراثية (DNA و RNA)، إضافة لذلك فإن جميع الأحياء تستخدم نفس الشفرة الوراثية (باختلافات ضئيلة ونادرة)[5] لترجمة الأحماض النووية إلى تسلسل الأحماض الأمينية الذي تشكّل البروتينات في النهاية، وهذا التماثل العام لهذه السمات المشتركة في خلايا جميع الكائنات الحية يُطرح اليوم في صالح فرضية السلف المشترك للأحياء.
2- في علم التشريح المقارن، تم اكتشاف أن أفراد كل مجموعة من الكائنات الحية تتشابه فيما بينها في التركيب، فالفقاريات تتشابه فيما بينها في الهيكل الداخلي رغم تميّزها إلى أسماك وبرمائيات وزواحف وطيور وثدييات، فمثلا جميعها تمتلك أطراف أمامية واحدة، فهي تتكوّن من ساعد ورسغ وخمسة أصابع وإن كانت أصابع بعضها متحوّرة إلى أجنحة كما في الخفاش أو مختزلة إلى إصبع واحد كما في الحيوانات الحافريّة.
3- في علم الآثار، تم اكتشاف أن بقايا الحفريات تشكّل سلسلة كاملة من الأشكال التي عاشت في الأزمنة السابقة من أدناها إلى أرقاها مما يدلّ على وجود نمو تدريجي للكائنات.
فهذا عرض إجمالي لأهم الأدلة التي تُطرح كمؤيدات وشواهد على النظرية.
أما المشاكل التي يُمكن أن يقف عليها الباحث فيمكن تقسيمها إلى نوعين رئيسين: الأول المشاكل العلمية، والثاني المشاكل الفلسفية.
النوع الأول المشاكل العلمية
وهي المشاكل المتعلّقة بالشواهد التي تستند عليها النظرية؛ ونقصد من ذلك المشاكل التي قد تمثّل شواهد عكسية على وجود أصل مشترك تطوّرت منه الكائنات الحية، أو التي قد تشكّل ثغرات في الشواهد الإيجابية المعتمدة لإثبات النظرية.
ويمكن تقسيم هذا النوع من المشاكل إلى قسمين رئيسين:
القسم الأول: الانتخاب الطبيعي وعجزه عن تفسير التنوّع والتعقيد في الكائنات الحية
من المعلوم أن أحد أهم أركان النظرية الداروينية هي أن الطفرات العشوائية والانتخاب الطبيعي كافيان لتفسير التنوّع والتعقيد في الكائنات الحية من دون حاجة لأمر آخر، وهذا القسم من المشاكل يبيّن خطأ هذه الفكرة، وذلك عن طريق إبراز الشواهد التي تفنّد هذا الادّعاء، وهذا القسم هو الذي يركّز عليه عادة أنصار نظرية التصميم الذكي[6] لنفي العشوائية وإثبات القصد والغاية، ويمكن للباحث أن يقف على عدة نماذج من هذا القبيل والتي سيجدها معضلة حقيقية أمام هذا الركن الذي تقوم عليه النظرية؛ فإليك بعضا من تلك النماذج:
1- التغييرات البسيطة التي تتطلّب تغييرات معقدة متزامنة معها.
إن بعض الصفات التي يسهل ادّعاء أنها تطوّرت من سلف مشترك تحتاج لتغييرات معقدة متزامنة مع هذا التغيّر البسيط، والمثال الأبرز لذلك رقبة الزرافة، حيث إن رقبة الزرافة حسب ما تقترحه نظرية التطوّر استطالت عبر الأجيال نتيجة الطفرات العشوائية والانتخاب الطبيعي، لكن في الواقع هذه الاستطالة تتطلب تغييرات على مستوى أجهزة معقدة جدا في الجسم؛ ولإيضاح ذلك يجب أن نفهم أولا ما تحتاجه الزرافة حتى تتأقلم مع هذه الصفة الجديدة، فقلب الزرافة مثلا يجب أن يكون قويا جدا ليضخ الدم إلى أعلى رأس الزرافة لمسافة تصل إلى (3) أمتار عكس الجاذبية، ووزن قلبها قد يتجاوز 11 كيلوغرام، وطول قلبها حوالي 60 سنتيمترًا، وسُمك جدرانه 7.5 سنتيمتر، وعندما تنزل الزرافة رأسها لتشرب الماء، سيعمل القلب مع الجاذبيَّة، وهذا الضخُّ القويُّ يُفترَض أن يفجِّر عروقَ رأسِها، لكنَّ هذا لا يحدث لأنَّ هناك آليَّاتٍ عديدة لمنع حدوث ذلك، منها: وجود صمَّامات على طول الشرايين المغذِّية للدماغ تُبطئ من اندفاع الدم نحو الدماغ عندما تحني الزرافةُ رأسَها، ومنها وجود شبكةٍ من الأوعية الدمويَّة أسفل الدماغ تعمل مثل الإسفنج لتمتصَّ الصدمةَ، ثمَّ تتكفَّل بتوزيع الدم برفقٍ في دماغ الزرافة، هذه الشبكةُ من الأوعية الدمويَّة تتمدَّد لتستوعبَ كمِّيات الدم الزائدة عندما تُنزِل الزرافةُ رأسَها، وغيرها من الآليات[7]؛ فاستطالة عنق الزرافة تتطلّب كل هذه التغييرات، وهذا على مستوى الجهاز الدموي فقط دون ما يتطلَّبه طول عنقها في جهازها الهضمي والتنفسي والعصبي وغيرها؛ فيتبيّن من ذلك أن افتراض حدوث طفرات عشوائية لاستطالة عنق الزرافة يجب أن يتزامن مع طفرات مثلها في مكان آخر من المادة الوراثية اللازمة لزيادة حجم القلب وتشكّل الصمّام وغيرها من التغييرات الضرورية للحفاظ على حياة الزرافة وتأقلمها مع هذا العنق الطويل، ومن المعلوم أن حدوث مثل هذه التغييرات جميعا في زمن واحد في مختلف الكائنات اتفاقا مستبعدُ جدا بل مستحيل؛ كذلك يمكن إيجاد أمثلة عديدة أخرى كتطوّر حشرة غير مجنحة إلى حشرة مجنحة والذي يتطلّب تعديلا لوزنها وأعينها ونظام الاستشعار ونظام التنفس ..إلخ ليتناسب كل ذلك مع الطيران، ولا يكفي أن تحدث طفرات لبروز جناحين فحسب[8]!
2- التعقيد غير القابل للاختزال[9].
قد يُقال: إن رغم صعوبة ظهور صفات جديدة متزامنة مع صفات أخرى في كائن واحد على نحو يجعله متكيّفا مع البيئة = يبقى أمرا ممكنا، بينما المعضلة في هذا القسم لا تقبل هذا التبرير أبدا، وذلك لأنها ببساطة غير قابلة للاختزال، وهذا المعنى يُطلق على النظام الذي يتكون من عدة أجزاء متفاعلة، بحيث تؤدي إزالة أي جزء من الأجزاء إلى توقّف النظام عن العمل، والمثال الذي يطرحه مايكل بيهي على هذا النظام هو مصيدة الفئران، حيث إن مصيدة الفئران لا يمكن أن تلتقط عددا قليلا من الفئران باستخدام قاعدة خشبية فقط، وعند إضافة نابض لا يمكنك التقاط المزيد من الفئران، وعند إضافة زناد لا يمكنك القبض على عدد قليل آخر بل يجب أن تكون جميع قطع المصيدة في مكانها لتتمكن من التقاط الفئران؛ ويمكن ملاحظة هذه الظاهرة جليا في الخلية الحية، حيث إن الداروينية اقترحت أن نشوء الخلية الحية الأولى يمكن تفسيره بناء على النظام التطوّري، والوقوف على تفاصيل هذا الحدث الاستثنائي لا يتطلّب منّا غير انتظار ما تخبّئه لنا الاكتشافات الحديثة في المستقبل، وبغض النظر عمّا آلت إليه تلك التجارب[10] إلا أن أعظم معضلة تواجه هذا التفسير هو أن الخلية تتميّز بأنها لا يمكن أن تنشأ إلا دفعة واحدة، لأنها تتألف بشكل أساسي من غلاف أو غشاء خارجي وشريط وراثي، والشريط الوراثي لا يمكن أن يوجد من دون غشاء خلية وغشاء الخلية لا يمكن أن يوجد إلا بوجود شريط وراثي؛ يقول البيولوجي مايكل دنتون: "بإمكان البروتينات فعل أشياء كثيرة، لكنها لا تستطيع إجراء وظيفة ترتيب المعلومات ونقلها من أجل بناء نفسها، من جهة أخرى يمكن للـ ( DNA ) أن يخزّن المعلومات، لكن لا يمكنه أن يصنع أي شيء ولا أن يضاعف ذاته، لذلك يحتاج إلى البروتينات، والبروتينات في حاجة إلى الـ ( DNA ) ، وهي دورة غير قابلة للكسر ( معضلة أصل الدجاجة والبيضة المطلقة) وكما عبّر منود: الحياة بأكملها جاءت من الحياة".[11]
ولا يخفى أن تلك معضلة حقيقية، حيث يرى بعض الباحثين أن عجز النظرية عن تفسير تطوّر الخلية – التي تعدّ نقطة الانطلاق للتنوّع- يُعدّ سقوطا للنظرية؛ يقول الدكتور مصطفى محمود -وهو من أنصار التطوّر الموجّه- : "ولأن نظرية التطوّر نظرية شمولية منهجية تعتمد على بناء منطقي محكم الحلقات، فإن انهيار حلقة واحدة في البناء يؤدي إلى انهيار الكل مثل نظرية نيوتن في الجاذبية حينما أسقط منها أينشتين حلقة سقطت كلها"[12] [13]
3- عدم وجود زمن كاف لاكتمال التعقيد.
معظم آثار الطفرات العشوائية حسب نظرية التطوّر لا تحدث دفعة واحدة، بل تحدث بطيئا على نحو متدرّج عبر ملايين السنين، وعليه فالنظرية تراهن على طول الزمن الذي يسمح بأكبر عدد ممكن من الطفرات لتفسير التعقيد الشديد الذي وصلت إليه الكائنات الحية اليوم، لكن هذه الفرضية لا تنسجم مع الكثير من الظواهر حيث إن بعضا منها يتطلّب زمنا أطول مما هو مُفترض في النظرية.
على سبيل المثال، أحصى البيولوجي برامبل وليبرمان ست عشرة مزية للجسم البشري تظهر للمرة الأولى للإنسان المنتصب[14]، وهذه المزايا ضرورية لأنها تحقّق اتّزان الرأس وتسمح بالدوران المتعاكس بين الجذع والرأس وبين الجذع والوركين وتحقّق الاتزان وتمكّن من امتصاص الصدمات ونقل الطاقة أثناء الركض، لا بد أن تتم العديد من هذه التغييرات في آن واحد لتتحقق أي فائدة منها، فإذا كان هناك 1.5 مليون سنة فقط بين سلالة الانسان المنتصب والسلالة التي تطوّرت منه وهي سلالة "أفارينيسيس"، فهل هناك حقا من الوقت للحصول على ستة عشر تغيير تشريحي من خلال الطرق الداروينية الحديثة، فضلا عن أن تغيّر واحد منها قد يحتاج لعدة طفرات؟
القسم الثاني: الثغرات التي يمكن إيجادها في الأدلة المطروحة لدعم النظرية.
كما يحاول أنصار النظرية الإتيان بشواهد مادّية على النظرية – كالتشابه في المظهر الخارجي أو في البنية الداخلية- كذلك يوجد من يأتي بشواهد وثغرات لا تنسجم مع النظرية، إليك بعضا منها:
1- الانفجار الكامبري وشجرة التطوّر.
تقدّم الداورينية شجرة للحياة التي طبقا لها تطوّرت جميع الأنواع، حيث تبدأ الشجرة من كائنات بسيطة تتفرّع عنها جميع الأنواع الموجودة اليوم، لكن سجلّ الأحافير يظهر لنا أن المجموعات الرئيسية للحيوانات ظهرت معا في وقت واحد متشكّلة بشكلها الكامل من أول لحظة من خلال ما يُعرف بالانفجار الكامبري (منذ 540 مليون سنة) وهذا الاكتشاف جعل شجرة داروين للحياة تنقلب رأسا على عقب، وتوجد عدة محاولات من التطوريين لتفسير هذا الانفجار بما ينسجم مع الشجرة التطورية![17]
2- الثغرات في مثال تطوّر العثة الانجليزية.
أول من اقترح أن تغيّر لون العث الإنجليزي المنقّط هو نتيجة الانتقاء الطبيعي هو الطبيب البريطاني برنارد كتويل عام 1950، وفيما تعتمد الكثير من مراجع علم الأحياء على هذه القصة كمثال تشرح من خلاله الانتقاء الطبيعي ملحقة بذلك صور النوع الغامق واقفة على جذع شجرة سوداء بسبب التلوّث= تُغفل تلك المراجع ذكر ما وجده علماء الأحياء منذ الثمانينيات من عيوب في تلك القصة، وأهم هذه العيوب هو أن تلك الفراشات عندما تكون في البرية فإنها لا تقف أصلا على جذوع الأشجار مما فتح المجال للتشكيك بصحة هذه الصور؛ وكذلك وُجدت بعض الملاحظات المناقضة لملاحظات العالم كتويل وهو ارتفاع أعداد العث الأسود بنسبة 80% أكثر من العث الفاتح في بعض المناطق الريفية غير الملوّثة كمقاطعة ويلز ببريطانيا وشرق مقاطعة أنغليا.
3- التشابه لا يكشف دائما عن السلف المشترك.
كان التناظر بالنسبة لداروين عبارة عن تراكيب متشابهة تُفسّر بواسطة السلف المشترك، لكن بعض التراكيب المتشابهة ليست ناتجة عن ذلك الأصل، فعلى سبيل المثال تجد أن بنية عين الأخطبوط مشابهة لبنية عين الإنسان إلى حد كبير، لكن علماء الأحياء لا يعتقدون أن السلف المشترك للأخطبوط والإنسان كان يمتلك عينا.[18]
النوع الثاني من المشاكل هي المشاكل الفلسفية
وهي المشاكل المتعلّقة بالمسلّمات التي تعتمد عليها النظرية، وهذه المشاكل عادة تُناقش فيما يُعرف بفلسفة العلوم، وهي عبارة عن مشاكل فلسفية غالبا تمسّ عموم المنهج العلمي الحديث وليس نظرية التطوّر فقط.
في البداية ينبغي الالتفات إلى أن العلم الحديث هو العلم الذي يقوم على المنهج الاستقرائي ولا يكتفي بالاستنباط النظري، والمنهج الاستقرائي يواجه عدة مشاكل من جهة قيمته المنطقية، إذ إن النتيجة في المنهج الاستقرائي عادة ما تكون أكبر من المقدّمات، لأن الظواهر التي يتم إخضاعها للتجربة أقلّ بكثير مما هو موجود في الطبيعة؛ فعلى سبيل المثال، نحن جرّبنا عددا معيّنا من الحديد فقط فرأيناه يتمدّد بالحرارة، فما الذي يبرّر لنا الانتقال لنتيجة مفادها أن كل حديد يتمدد بالحرارة؟ ثم كيف نعلم أننا أحطنا بتمام الظروف المؤثّرة للتجربة؟ فلماذا لا يكون الحديد يتمدد بالحرارة في المكان الذي أقمنا فيه التجربة فقط دون الأماكن الأخرى كسطح القمر مثلا؟
والعلماء اتخذوا عدة مواقف لعلاج هذه المشكلة، فمشهور مناطقة المسلمين إرجاع الاستقراء إلى استنباط لجعل النتيجة قطعية، والبعض الآخر اعتبر الاستقراء غير يقيني، وهو يقرّبنا لليقين فقط؛ أما المنهج المشهور اليوم عند أغلب علماء الطبيعة فهو منهج كارل بوبر، وهذا المنهج يقرّ أن الاستقراء لا يفيد في تحصيل اليقين ولا حتى الظن، والمسألة العلمية الصحيحة على ضوء هذا المنهج هي المسألة التي تنسجم مع الظواهر الموجودة أمامنا مع قبولها للدحض يوما ما[19]؛ يقول في هذا الصدد العالم الفيزيائي ستيفن هوكينج في كتابه (تاريخ موجز للزمان) موضحّا معنى النظرية المقبولة في الفيزياء: "النظريات الفيزيائية تكون مؤقتة دائمًاً، بمعنى أنها لا تعدو أن تكون مجرّد فرضيات لا يمكن إثباتها أبدًا، ومهما بلغ عدد المرات التي اتفقت فيها نتائج التجارب مع نظرية معينة، فلا يمكنك التيقن أبدًا من أن النتيجة في المرة التالية ستأتي غير متعارضة مع النظرية، ومن جهة أخرى، يمكنك تفنيد أي نظرية إذا ما عثرت ولو على مشاهدة واحدة لا تتفق مع تنبؤات النظرية"
فنلاحظ أن مسائل العلم الحديث -ومنها نظرية التطوّر- لا يمكن بلوغها مرتبة اليقين، لأن غاية ما يمكن للعلماء بلوغه هو أن الظواهر -كالتشابه الظاهري والداخلي للكائنات- منسجمة مع النظرية، لكن لا يمكنهم نفي وجود ظواهر أخرى قد نعثر عليها مستقبلا تقلب النظرية رأسا على عقب، ولا يمكنهم نفي تدخّل خالق هو الذي خلق الكائنات دفعة واحدة على هذا النحو المتشابه؛ ومن الواضح أن معظم الاستدلالات على نظرية التطوّر مبنية على افتراض عدم تدخّلات غيبية إلهية في الكون وأن قوانين الطبيعة مطّردة ولم تتعرّض للتغيّر أبدا، وهذه المقدّمة لا يمكن إثباتها من الناحية التجريبية؛ حيث يقول في هذا السياق الفيزيائي ريتشارد فاينمان[20]: "نحن لا نملك في الفيزياء سؤالا مثل (لماذا أصبحت قوانين الفيزياء على هذا الشكل؟) نحن لا نتصوّر حاليا أن قوانين الفيزياء تتغيّر عبر الزمن بطريقة ما، وأنها كانت مختلفة في الماضي عما هي عليه في الحاضر ...، بالطبع من الممكن أن تكون متغيرة، وفي اللحظة التي نكتشف فيها هذا الاكتشاف سينتهي بحثنا التاريخي في الفيزياء وكذلك البحث في تاريخ الكون، وسيقتصر الفيزيائيون على ما يشابه المسائل التي تواجه الفلكيين والجيلوجيين وعلماء الأحياء"[21].
المحور الثاني: لماذا نظرية التطوّر مقبولة بين علماء الطبيعة؟
تبيّن من المحور السابق أن النظرية الصحيحة في منظور العلم الحديث هي النظرية القادرة على تقديم أفضل تفسير للحقائق التي نشاهدها حولنا في الطبيعة باستخدام الأساليب العلمية المادّية دون إقحام تفسيرات غيبية.
والذي يظهر لنا أن نظرية التطوّر مقبولة بشكل عام في الأوساط العلمية، وإن كانت بصياغتها الداروينية لم تبلغ مرحلة الإجماع لتعرّضها لانتقادات من أكاديميين لهم وزنهم العلمي -أمثال مايكل بيهي ووليام ديمبسكي ومايكل دنتون-، مع ملاحظة أن انتقاداتهم لا تعني ردّهم للنظرية؛ فقد قد تكون انتقاداتهم من جوانب معينة للنظرية مع قبولهم لأصل الفكرة؛ فعلى سبيل المثال: مايكل دنتون[22] يرى أن الطفرات والانتقاء الطبيعي غير كافيين لتفسير ما نراه في الطبيعة، وإنما هما كافيان لتفسير التطوّر الدقيق دون تطوّر الأنواع، ويرى أنه يجب إضافة مبدأ أن الأجسام والأنواع الحية تطوّرت لتصل لأشكال محددة سابقا كالرأس واليدين والرجلين عند معظم الكائنات مع الجهل بحقيقة هذا المبدأ، مع أن مايكل دنتون ملحد لا أدري!
وعلى أي حال، فإذا تبيّن لنا آلية المنهج العلمي في التعاطي مع الحقائق والظواهر الكونية يتبيّن لنا لماذا تحظى نظرية التطوّر بهذا القبول، وذلك لأن نظرية داروين هي النظرية الوحيدة التي تحظى بالمعايير المذكورة آنفا، فإذا لاحظنا أن التصميم الذكي بنظر هؤلاء يتضمن تفسيرا ميتافيزيقيا = فهو مرفوض عندهم، بالإضافة إلى أن نظرية لامارك[23] القائمة على تفسير التنوّع بناء على توريث الصفات المكتسبة قد ثبت بطلانها، فلا تبقى نظرية أخرى يمكن التعويل عليها بنظر هؤلاء غير نظرية داروين؛ لذلك يقول عالم الأحياء واتسون في مقال عام 1929 بعنوان "التكيف" في مجلة الطبيعة: "التطور نظرية مقبولة بشكل كبير ليس لأنها ممكنة الاثبات بالدليل المنطقي المتماسك، بل لأن البديل الوحيد هو الخلق الخاص، وهذا أمر لا يُصدّق بجلاء"[24]
المحور الثالث:علاقة النظرية بوجود الخالق
لغرض الاستغناء عن فكرة الإيمان بوجود الخالق حاول البعض توظيف النظرية في هذا السياق، وحيث يُعتبر التنوّع والتعقيد في الكائنات الحية دليل على وجود عنصر القصد والغاية، فإن بعض الملاحدة يطرح النظرية كبديل عن هذه الفكرة؛ يقول الملحد الأحيائي ريتشارد داوكنز في أحد الأفلام الوثائقية: "نظرية داروين شرحت تحقق التنوّع في الحياة على الكوكب تحققا ذاتيا بدون تدخّل من إله"
لكن هذا الكلام غير صحيح، وذلك لأن نظرية التطوّر مبنيّة على وجود كائن حي مصمّم بحيث يتأثّر بالطفرات ويمتلك القدرة على التكاثر ونقل الصفات للأجيال اللاحقة؛ فصحيح أن الطفرات بنفسها لا تحتاج لتدخّل أحد لكن استغلال الطفرات بحيث ينشأ عنها أنواع أخرى = هو أمر محكم ومعقد بحدّ ذاته، وبدون وجود هذا الكائن الحي الذي يحمل هذه الصفات الاستثنائية لا يمكن افتراض حدوث هذه العملية أبدا؛ بل أكثر من ذلك، فنظرية التطوّر إن صحّت وثبتت قدرتها على تفسير التنوّع والتعقيد في الكائنات الحية -وهو أمر غير مسلّم كما تبيّن لك في المحور الأول- فإنها تكشف عن كائن أول قد كان في غاية التميّز والتعقيد بحيث يمكنه استغلال الأمور البسيطة -كالطفرات- ويطوّر نفسه بها؛ وهو أشبه بافتراض وجود عدة مصانع متنوعة في غاية التعقيد والإتقان قد نشأت بفعل مصنع واحد.
ومن ثَمّ إن سلّمنا أن الصدف تُفيد في تطوّر الكائنات وتنوّعها فهذا فرعُ وجود إحكام وتعقيد في الكائن الحي الأول، وهذا التعقيد والإحكام لا يمكن أن يكون نتيجة صدفة عمياء، بل يجب أن يكون بفعل خالق عالم قادر.
المحور الرابع: هل النظرية تعارض الدين؟
عادة ما يتم طرح النظرية واستخدامها كأداة لمعارضة الدين، والتعارض قد يُطرح من جهتين:
الجهة الأولى معارضة النظرية للإيمان بوجود خالق.
الجهة الثانية معارضتها للنصوص الدينية التي يُفهم منها أن الكائنات الحية خُلقت دفعة واحدة.
أما الجهة الأولى فقد مرّ الكلام فيها، وتبيّن أن النظرية -لو صحّت- لا يمكنها أن تحلّ محلّ الإيمان بوجود الخالق أبدا، ضرورة احتياج التطوّر لتركيب يمكنه استقبال الطفرات المفيدة وتوريثها للأجيال اللاحقة، وهذا التركيب بحدّ ذاته متقن ومحكم ويكشف عن عنصر القصد والغاية.
وأما الجهة الثانية، فالحقّ أنه لا يوجد عندنا نصّ شرعي قطعي يبيّن لنا الآلية التي من خلالها قد تمّ خلق الكائنات الحية، فهل تمّ إيجاد جميع الأنواع دفعة واحدة أم أن إيجادها حصل بنحو تدريجي عبر قوانين الطبيعة المجعولة من قبل الخالق؟
والنصوص ساكتة من هذه الجهة؛ نعم يوجد عندنا نصّ واحد بيّن لنا وجود مخلوق قد تم خلقه مباشرة، وهو سيدنا آدم عليه السلام، فقد قال تعالى: "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون"[25]
والآية صريحة في أن آدم -عليه السلام- لم يكن له أب، ولم ينحدر من سلالة سابقة؛ وإلا لم يكن معنى لتنظير خلق آدم -عليه السلام- لخلق عيسى -عليه السلام-، فتبيّن بذلك أن نظرية التطوّر من جهة نشوء الكائنات الحية وتطوّرها لا تعارض الدين، أما تطوّر النوع الإنساني الذي يستلزم وجود سلف للنبي آدم -عليه السلام- فهو معارض للنص القرآني القطعي، ومع معارضته للنص القطعي ينتفي إمكان قيام التجربة القطعية على إثباته؛ فإن الأدلة القطعية لا تتعارض، وعلى أي حال تقدم أن العلم التجريبي قاصر عن إثبات هذه النقطة بنحو قطعي كما تبيّن في المحور الأول.
والحمد لله رب العالمين.
----------
[1] Rudge, David W. (2005). "The Beauty of Kettlewell's Classic Experimental Demonstration of Natural Selection". BioScience. 55 (4): 369–375
[2] Leavitt, Robert Botanical Gazette 1909 vol.47 no.1 January A Vegetative Mutant, and the Principle of Homoeosis in Plants
[3] Dobzhansky, Theodosius Grigorievich (1937). Genetics and the origin of species. New York: Columbia Univ
[4] راجع تجربة "لينسكي" على البكتيريا المعوية التي بدأت سنة 1988، حيث اكتشف لينسكي ظهور صفة جديدة في البكتيريا وهي صفة القدرة على هضم السيترات بعد أن لم تكن هذه الصفة موجودة، فاستنتج البعض من ذلك أن البكتيريا طوّرت بالطفرات الجين المسؤول عن نقل السيترات عبر غشاءها لتقوم بهضمه بعد ذلك، لكن في سنة 2012 أعاد لينسكي نشر البحث ليبيّن فيه أن الجين المسؤول عن إدخال السيترات أصلا كان موجودا في البكتيريا ولكنه لا يظهر في تواجد الأكسجين، فإذا غاب الأكسجين (كما وقع في تجربة لينسكي) : فإن هذا الجين يقوم بتكرار نفسه للتموضع في المنطقة النشطة للنسخ.
"Genomic analysis of a key innovation in an experimental Escherichia coli population "nature science Published: 19 September 2012
[5] J Vaun McArthur (2006). “Microbial Ecology: An Evolutionary Approach - Page 27”
[6] هي حجة تقول بأن بعض الميزات في الكون والكائنات الحية لا يُمكن تفسيرها إلا بمسبب ذكي، وليس بمسبب غير موجه كالاصطفاء الطبيعي
[7] James V. Warren Scientific American Vol. 231, No. 5 (November 1974), pp. 96-105 (10 pages) Published By: Scientific American, a division of Nature America, Inc.
[8] من الأمثلة الجيدة أيضا التطوّر المقترح للبطريق؛ حيث إن النظرية تقترح أن البطريق قد تطوّر من طائر يطير بجناحيه إلى كائن متكيّف بشكل مدهش مع الغطس والصيد في أعماق المياه؛ فاقرأ عن الصفات المذهلة التي يمتلكها البطريق والتي تجعله متكيّفا مع بيئته لتعرف عدد الطفرات المتزامنة التي احتاجها هذا الكائن للانتقال للبيئة الجديدة!
[9] أول من استخدم هذا المصطلح هو عالم الكيمياء الحيوية مايكل بيهي
[10] يمكنك مراجعة كتاب "أيقونات التطوّر" للدكتور جوناثان ويلز، حيث يعرض تجربة ميللر-أوري التي استخدمت لمحاكاة الجوّ البدائي للأرض لأجل إنتاج بعض جزيئات الحياة وبعدها يبيّن أهم الانتقادات والمشاكل التي واجهت تلك التجربة
[11] Michael j. Denton (a British-Australian author and Biochemist)
[12] "لغز الحياة" د مصطفى محمود ص67
[13] أقول: لا يخفى أنه بناء على منهجية كارل بوبر فإنه يكفي لسقوط النظرية هو وجود شاهد واحد يعارضها
على سبيل المثال يكفي لدحض مقولة "كل البجع أبيض" مشاهدة بجعة سوداء واحدة "راجع منطق البحث العلمي كارل بوبر"
[14] Bramble and Lieberman, “Endurance running” For list of hundreds of phenotypictraits in humans that differ from the great apes, see A. Vrki and T.K Altheide, “comparing the human and chimpanzee genomes: searching for needles in a haystack,” Genome research 15 (2005): 1746-1758
[15] R. Durrett and D.Schmidt, “Waiting for regulatory sequences to appear,” Annals of Applied Probability 16 (2007): 1-32. The relevant information appears on p.19, where the time to fixation is factored on.
[16] العلم وأصل الإنسان، تأليف آن جوجر- دوجلاس أكس- كيسي لسكين؛ ترجمة: مركز براهين
[17] لمزيد من التفصيل حول هذا الاكتشاف والجدل حوله راجع كتاب أيقونات التطور جوناثان ويلز
[18] أيقونات التطوّر جوناثان ويلز
[19] وهذا القيد لإخراج المسائل والنظريات الغيبية التي لا تقبل الدحض، مثال ذلك الأكوان المتعددة التي ذهب البعض أنها غير علمية لعدم قبولها للنقض
[20]فيزيائي نظري أمريكي
[21] The Feynman Lectures on Physics, V1. Page 3-9
[22] (ولد في 25 أغسطس 1943)عالم بيولوجيا أسترالي يعيش ويعمل في لندن وتورنتو ، متخصص بعلم الوراثة البشري التطوري
[23] لامارك جندي فرنسي الجنسيّة؛ وعالم أحياء وأكاديميّاً ومؤيّداً مبكّراً لفكرة أن التطوّر البيولوجي حدث واستمر وفقاً للقوانين الطبيعية
يتم تذكّر لامارك في العصر الحديث بسبب نظريّة وراثة الخصائص المكتسبة، والتي تسمّى الميراث الليّن، والتي ذكرها في كتابه الفلسفي لعلم الحيوان عام 1809 ومع ذلك، فإن فكرة هذه النظريّة موجودة من قبل تطوير هذه النظريّة، ولم تشكّل إلا قسم صغير من نظريّة التطوّر، وكانت مقبولة في وقته من قبل العديد من المؤرخّين الطبيعيين
[24] D.M.S. Watson, "Adaptation," Nature, Vol. 124, 10 August 1929, p. 233
[25] آل عمران 59